يقول المصنف: [وأما كتبه عندهم، فإنهم لا يصفونه بالكلام، فلا تكلم ولا يتكلم، ولا قال ولا يقول]. وكلامهم هذا مبني على أنه علة، أو مجرد شيء موجود في الأذهان لا حقيقة له، وهذا الشيء لا يتكلم ولا يقول، فقد أنكروا صفة الكلام مطلقاً، والذي لا يثبت الكلام لا يؤمن بالكتب؛ ولذلك فإنهم ينكرون الكتب.
والفرق بين الفلاسفة وبين المعتزلة :
أن المعتزلة يقولون: لا يتكلم ولا قال ولا يقول، لكنه خلق القرآن، فكما أنه خلق الشجر والحجر، كذلك خلق كتاباً هو القرآن -تعالى الله عما يصفون- وهذا مذهب باطل، أما الفلاسفة فقد قالوا قولاً أخبث من ذلك وأشد، قالوا: ليس هناك كتب أبداً، فلا يتكلم ولا يخلق، فلم يقولوا: إن القرآن مخلوق، بل إنهم لا يؤمنون به أصلاً. هذا هو مذهبهم.